العلاقة بين نجوم الفن ومصممي الأزياء

بقلم :سماح السعداوي

خاص بموقع انا مثقف

تعود العلاقة التي تربط مصممي الأزياء بنجوم الفن إلى منتصف القرن الماضي، حيث تزامن ذلك مع التطور الكبير التي شهدته السينما ومن ثمّ ظهور جهاز التلفاز والتظاهرات والفعاليات العامّة المتعلقة بهما. فقد عززت وسائل الاتصالات الحديثة، ولاسيما شبكة الإنترنت، هذه العلاقة إلى أبعد الحدود. لعل أغلب متابعي السينما والبرامج التلفزيونيّة المنوّعة قد سبق لهم وأن طرحوا على أنفسهم السؤال التالي: هل يُساهم مصمم الأزياء في وصول النجوم إلى الشهرة  أم أن العكس هو الصّحيح؟ 

تحتل أزياء المشاهير أهميّة كبرى لدى المصممين ، فبعكس عروض الأزياء الّتي يشاهدها عدد قليل من المختصين والصحفيين، فإن النجوم يحتلون دائماً الصفحات الأولى للمجلات والجرائد ويملؤون شاشات التلفاز، بحيث يراهم ملايين المشاهدين في كافّة أنحاء العالم، ولهذا السبب يتسابق مصممي الأزياء للحصول على فرصة تزويد المشاهير بأزياء صمّمت خصّيصاً لهم، لكي يعرضوا أعمالهم في نفس التوقيت على أكبر عدد ممكن من المعجبين والمعجبات بأولئك النجوم، ويستفيدوا من شهرتهم للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الزبائن وبأسرع وقت. فلنا أن نتخيل الملابس التي قد يرتديها جورج كلوني أو براد بيت، ومن النساء أنجيلينا جولي ونيكول كيدمان حتى نرى المقالات في الصحف والجرائد تتحدث عن أزيائهم وأناقتهم، بالإضافة إلى الفقرات التي تخصصها بعض المحطات التلفزيونية لعالم الموضة المتعلق بالمشاهير.

من ناحية أخرى يحرص المشاهير، سواءً كانوا من نجوم الفن أو الرياضة أو حتى السياسة، على الظهور بأفضل حلّة و بأزياء تميزهم عن غيرهم، لكي تكون الأضواء مسلّطة عليهم، فنعلم جيداً السجادة الحمراء في المهرجانات العالمية والوقوف أمام عدسات المصوريين كحفل توزيع جوائز الأوسكار ومهرجان كان والبندقية وبرلين، عملاً بالقاعدة الذهبية التي تنص على الظهور في المكان المناسب و بالزّي المناسب. لكن الصحيح أيضاً إن هذه الألبسة عادةً ما تكون غالية الثمن أو توجد منها قطع معدودة فقط وبالتالي ليس سهلاً الحصول عليها، الأمر الذي من الممكن أن توفره العديد من مواقع الاعلانات المبوبه وتلك التي تهتم بالأزياء والموضة من خلال عرض الملابس المستعملة أو تلك التي تنتجها أكبر دور الأزياء والتصميم.

من جهة أخرى، تعتبر العقود التجارية التي تربط المشاهير مع مصممي الأزياء من أهم طرق الدعاية لهؤلاء، وهم يتسابقون لدفع أموال طائلة للنجوم لكي يحصلوا على صفقات تمكنّهم من تزويدهم بأزيائهم. أغلب شركات الأزياء تحتوي على مكاتب خاصة مهمّتها التواصل والعمل على تطوير العلاقات مع المشاهير، بحيث تعمل هذه المكاتب على تزويدهم بالملابس والإكسسوارات، ليظهروا بها في المناسبات الخاصة والعامّة، أو حتى للإستعمال اليومي. في الجانب الآخر يعتمد أغلب المشاهير على مديري أعمال مختصّين بشؤون الأزياء والعلاقات العامة، بحيث يجتمع هؤلاء مع ممثّلين عن مصممي الأزياء بغرض إبرام العقود والصفقات التجارية.

إذاً فالعلاقة بين نجوم الفن ومصممي الأزياء هي علاقة منفعة متبادلة بين الطّرفين، فكلاهما يستفيد و يُفيد الآخر.